يُعد عيد الأم مناسبة محببة تحتفل بها المجتمعات حول العالم تقديرًا وتكريمًا للأمهات ودورهن العظيم في الأسرة والمجتمع. يكتسب هذا اليوم طابعًا خاصًا في الثقافة العربية تحديدًا، حيث تتأصل قيم البرّ بالأم وتقدير التضحيات منذ الصغر.
رغم أن فكرة عيد الأم ظهرت في الغرب في أوائل القرن العشرين، فقد أصبح اليوم احتفالًا عالميًا، إلا أن لكل ثقافة خصوصيتها. ففي تركيا يحتفل الناس بعيد الأم في الأحد الثاني من مايو، تأثرًا بالنموذج الغربي والأمريكي. أما في العالم العربي، فقد اختير يوم 21 مارس ليوافق بداية الربيع – موسم التجدد والعطاء، مما يضفي رمزية إضافية على الاحتفاء بالأم.
تعود فكرة الاحتفال بعيد الأم في الدول العربية إلى الصحفي المصري مصطفى أمين، والذي ساهم في اعتماد 21 مارس كيوم للأم لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي. يصف تقرير في عدن نيوز هذا التباين بين التواريخ وكيف تعكس خلفيات تاريخية واجتماعية متنوعة بين شعوب المنطقة والعالم.
مع اختلاف التواريخ وطبيعة العادات، يبقى الهدف موحدًا: تقدير الأمهات ومنحهن الحب والاهتمام. يحرص الأبناء على تقديم الهدايا والورود في هذا اليوم، كما تنشط الحملات الإعلامية والاجتماعية التي تبرز دور الأم في تربية الأجيال ورعاية أفراد الأسرة.
وفي المكسيك، شددت الرئيسة كلوديا شينباوم على أهمية التعبير الصادق عن الحب والرعاية، معتبرة أن القيم الروحية تفوق القيم المادية. كما أكدت أنّ احترام الأمهات ورعايتهن واجب يستمر طوال السنة وليس في يوم واحد فقط.
ومن المظاهر الجميلة الأخرى، مشاهدة الأفلام العائلية التي تبرز معاني الأمومة، مثلما أوصى مقال على موقع فيتنام بقائمة أفلام مؤثرة تحكي قصص حب الأم ودفئها، ومنها "ماما ميا" و"زوجة الأب" و"يوم نعم".
يمنح اختلاف التواريخ والمعاني عيد الأم طابعًا قيّمًا. فبعض الدول العربية مثل تونس والمغرب تحتفل به في يوم مختلف عن سائر الدول العربية، ما يبين غنى التنوع الثقافي حتى داخل المنطقة الواحدة.
وفي الوقت ذاته، تلعب البيئة الاجتماعية والسياسية دورًا. ففي مناطق النزاعات، يُعد عيد الأم مناسبة لتسليط الضوء على صمود النساء وهن يواصلن دورهن تحت ظروف قاسية. تعكس هذه المناسبات الإصرار على الاحتفاء بالدور الحيوي للأمهات مهما كانت التحديات.
الاحتفال بعيد الأم يمثل فرصة ذهبية لتجديد مشاعر الامتنان والتقدير للأم، سواء عبر كلمة طيبة أو هدية بسيطة. الأهم هو جعل هذا اليوم محفزًا للاهتمام المستدام بالأم وتعزيز صلة الرحم في كل وقت.
مهما اختلفت تقاليد عيد الأم أو توقيت الاحتفال به، فإن دلالته واحدة: تكريم الأم والاحتفال بالقيم الإنسانية. دعونا نجعل كل الأيام مناسبة لتقدير الأمهات والنساء في حياتنا، ونستلهم رسالة الحبّ والعطاء كل يوم.
لمزيد من القصص العالمية حول عيد الأم وتأثيرها في السينما، يمكنكم قراءة مقال عيد الأم (11 مايو) والأفلام العاطفية. كما ننصح بالاطلاع على مقال رئيسة المكسيك فى عيد الأم للاطلاع على رؤية عالمية مختلفة لهذا العيد.